ما انتظر العرب مسلسلاً كما انتظروا (على حر الجمر) مسلسل باب الحارة الجزء الثالث: حتى أن الانتظار نافسهم (صلاتهم) كما قيل،، وأخيراً جاء رمضان وجاء معه الجزء الثالث مليئاً بخيبة الانتظار.. لأن العرب ما انتظروا شيئاً إلا وخابوا: حتى لو كان مسلسلاً يداعب فيهم فراغهم الفكري والثقافي، المهم.. الجزء الثالث: يفتقد إلى عنصر التشويق.. ولا يوجد ما يدعوك إلى انتظار ما سيحدث (بعكس الجزءين السابقين).. إنما أحداث يومية مليئة (باللت والعجن) ونصف المشاهد كوميديا (مُفتعلة) لـ(أبو بدر) و(بليلة بلبلوكي).. وما كسب المشاهد إلا الخسارة في انتظار عام كامل أحيط بالسريّة التي ولو فعلها القادة العسكريون العرب بسرية أيضاً كما فعل مخرج باب الحارة لما خسرنا معركة،
المهم مرة ثانية.. لم يصل المشاهدون العرب ولا المراقبون ولا النقّاد إلى أسباب حقيقيّة لاكتساح الجزء الثاني العام الماضي.. لذا لم يعرف (صناع المسلسل) أنفسهم لماذا نجحوا؟ لأنهم لو عرفوا لكان لجزئهم (المُنتَظر) شأن أكبر من شأن الجزء الذي مضى.. وهذا يثبت مرّة أخرى أن كل أعمالنا و تصرفاتنا تأتي بدون دراسة حقيقية للأشياء.. وإذا ما درسناها فإننا نأخذ منها ما يوافق هوانا فقط،
سأعترف لكم.. أصابني السرور لأن الجزء الثالث من باب الحارة انفضت اللمّة من حواليه.. ليس تضامناً مع (أبو عصام).. ولا نكاية بـ(بالعقيد أبو شهاب)..بل لأن المسلسل بالأصل مسلسل أقل من العادي تم تمجيده على حساب مسلسلات أخرى أرقى و أعمق.. وكان لا بد أن يعود المسلسل إلى حجمه الطبيعي.. رغم أنه ما زال يحتفظ بعدد لا بأس به من جمهرة المشاهدين والذين ينتظرون أن يتخلص المسلسل من (هبل مصطنع) وكوميديا مفتعلة وأحداث رتيبة لا تعرف تقودك إلى أين؟